أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي المشهور بلقب ابن الراوندي ولد في بتاريخ 827 م وتوفي في 911 م. هو عالم وفيلسوف عربي ملحد عرف بجهره بالتشكيك في الإسلام ونقد الأديان الأخرى أيضا كاليهودية والمسيحية. أصله من قرية راوند التي تقع بين اصفهان وكاشان. توفي في الأربعين من عمره متأثرا بالمرض ويعتبر.
عرفت حياته تغيرات مذهبية وفكرية عديدة قبل ان يستقر في مذهب الالحاد. فقد كان في البداية أحد أبرز علماء المعتزلة في القرن الثالث الهجري (العصر العباسي) إلا أنه انقلب على المعتزلة وانتقدهم بشدة في كتابه "فضيحة المعتزلة" ردا على كتاب الجاحظ فضيلة المعتزلة ثم تحول لمدة غير طويلة الى المذهب الشيعي وألف كتاب "الإمامة" الذي يعتبر من آثار تشيعه الوجيز. إلا أن تعرفه على أبو عيسى الوراق الذي كان ملحداً وتأثره بأفكاره جعله يرفض الإسلام جملة وتفصيلا وأي دين منزل فتحول ابن الراوندي بعدها إلى واحد من أشهر الملاحدة والزنادقة في التاريخ الإسلامي.
لم تنجو أي من أعماله من الحرق والاتلاف إلا أن أفكاره وبعض نصوصه قد حُفظت عن طريق ما نقله عنه خصومه ومنتقديه في كتبهم أو ما تم نسبه إليه من طرف المعجبين به عبر التاريخ. فكتاب الانتصار للخيّاط المعتزلي تم تأليفه خصيصا للرد على مقولات ابن الراوندي في كتابه الزمرّد. فبفضل كتاب الانتصار للخياط يمكننا الاطّلاع على كثير من نصوص كتاب الزمرّد.